شهدت الصين في أواخر العام 2019 فيروساً مستجداً أخذ في العلو والارتفاع بحيث لم يعد يرى غيره وذاع صيته بحيث لم يعد يسمع سواه وتهولت آثاره حتي نصبته منظمة الصحة العالمية في مارس 2020 وباءاً يهدد أمن واستقرار العالم بأسره بلا استثناء لدول عظمي أو عالم ثالث. وتغير شكل العالم منذ ذلك الحين وعلم أصحاب الأعمال أن العمل الـ Offline لم يعد كافياً... بل لم يعد صالحاً بعد الآن!
فما الذي قام به أصحاب الأعمال لتتحول أعمالهم من الركود إلي الحراك مجدداً وكيف تصرفوا حيال هذه الازمة؟!
الإجابة عندك عزيزي القارئ... فترى كيف تقرأ مقالنا هذا وعن أي طريق؟! بالطبع... إنه سحر الـ Online!
في هذا المقال سنوضح أهمية التسويق الـ Online خاصة في ظل هذه الجائحة وسنستعرض بعض المجالات التي أنقذها التسويق الإلكتروني وانتشلها –حرفياً- من الضياع! وكيفية تعايش وتأقلم أهم القطاعات واستغلالها الصحيح للتسويق عبر الانتر نت كما سنتطرق إلي توضيح أعداد ونسب مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي حول العالم لمعرفة حجم ما تضمه تلك الوسائل من حشد كبير.
في هذا المقال:
- احصائيات استخدام وسائل التواصل الاجتماعي (Social Media) في عام 2019
- احصائيات استخدام وسائل التواصل الاجتماعي (Social Media) في عام 2020
- أهمية التسويق عبر الانترنت (Online Marketing)
- أهمية التسويق عبر الانترنت (Online Marketing) في ظل جائحة كورونا
- تأقلم التسويق الطبي مع جائحة كورونا
- تأقلم التعليم مع جائحة كورونا والتعايش مع الأمر الواقع
أولًا: احصائيات استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في عام 2019:
أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي اليوم اشبه بالقطار السريع الذي لا ولن يتوقف ابداً فمحطاته أصبحت متقاربة ومتزايدة إلي حد مرعب, ولكل محطة أحداث وتطورات وزوار ونزل وإن لم تستطع اللحاق بهذا القطار فأنت هالك لا محالة!
- وفي السطور التالية سنوضح بإيجاز شديد متوسط استخدام مواقع التواصل الاجتماعي ((Social Media Platforms الأكثر رواجاً في العام 2020
- يحتل Facebook المركز الأول عالمياً لتزايد مستخدميه حتي تخطي الـ 2.121 بليون مستخدم
- يأتي YouTube في المركز الثاني عالمياً بمتوسط 30 مليون مستخدم يومياً
- يعد Instagram الثانية المهيمنة علي قطاع الأعمال الصغيرة بنسبة 48% من الحسابات
- أما Twitter فيأتي في المركز الرابع بعدد يتخطي الـ 326 مليون مستخدم نشط شهرياً
- حتي العام 2019 كان عدد مستخدمي LinkedIn أكثر من 610 مليون مستخدم
- لا يعتبر Snapchat وسيلة للتصوير المرح فقط فهناك نسبة تزيد عن الـ 25% من النشاطات والأعمال يتم ترويجها عن طريقة بنجاح
- فوسائل التواصل الاجتماعي شهدت وتشهد تزايداً مستمراً ومخيفاً في الوقت ذاته والثبات لم يعد مبدءاً يعتد به, فالتطور الكبير والتغير السريع أشهر سمات العصر وعلي أصحاب الأعمال الكبيرة أو الصغيرة أو المتوسطة مواكبة تلك التطورات والتكيف معها وإلا...
ثانيا:ً احصائيات استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في عام 2020 –في قلب الأزمة:
في ظل أزمة فيروس كورونا المستجد وكم التغيرات التي طرأت علي جميع القطاعات بلا استثناء تغير شكل العالم كما لم نعرفه قط, وتحولت أساليب التسويق كما لم نرها من قبل. فنظراً لتحجيم التجمعات ومنع النشاطات التجارية التقليدية وإيقاف المعارض الدولية والمؤتمرات التجارية وغيرها تم توجيه الأنظار إلي أسلوب غير تقليدي أكثر سرعة وأكثر أمناً وتحقيقاً للمرغوب في ظل الظروف الجارية فاتجه أصحاب الأعمال والخدمات والأنشطة الصغيرة والمتوسطة وحتي القطاع الطبي والتعليمي إلي (الانترنت) للحاق بموكب التطورات ولمواكبة التغيرات الطارئة... وتم –حرفياً وفعلياً- إعادة تقسيم الكعكة بين التسويق عبر الانترنت ونظيره التقليدي بفارق ملحوظ لم نشهده من قبل.
ونستعرض تالياً آخر احصائيات العام الجاري لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي في خضم الأزمة:
- كالعادة يأتي Facebook في المرتبة الأولي بمعدل استخدام (في الوطن العربي فقط) يصل إلي 2.4 مليار شهرياً بحد أدني 58 دقيقة في اليوم
- أما YouTube فيحتل المرتبة الثانية نظراً لمحتواه المرئي الجذاب وسهولة استخدامه للزوار البسطاء وغني محتواه وتنوعه فقد وصل استخدامه إلي 1.9 مليار شهرياً بمعدل 149 مليون مشاهد يومياً... كما يحتل المرتبة الأولي في المملكة العربية السعودية
- تضاعف عدد مستخدمي تطبيق Instagram ليصل عددهم إلي 166 مليار مستخدم في اليوم الواحد!
يشغل Twitter المرتبة الرابعة بنسبة 45% في الوطن العربي عامة و 56% في المملكة العربية السعودية وحدها!
ثالثاً: أهمية التسويق عبر الانترنت (Online Marketing):
إن استخدام التكنولوجيا الحديثة للترويج للمنتجات والخدمات والوصول إلي الأهداف التسويقية عن طريق الانترنت وتحويل السوق الافتراضية إلي واقع ملموس لهو بلا شك دفعة مباشرة نحو المستقبل.
فعلي وجه الإيجاز سنستجمع أبرز نقاط أهمية السويق عبر الانترنت...
فكما راينا الأعداد المهولة في الاحصائيات السابقة لمستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي ما يجعلك تتأكد أنه أياً كان مجالك أو الخدمة التي تقدمها ستجد بنسبة 100% جمهورك المستهدف لا محالة علي إحدي منصات التواصل الاجتماعي أو حتي جميعها مما يجعله وسيلة أفضل وأسرع للوصول وتحقيق النجاح.
- البيع حول العالم. عدم انحصار التسويق عبر الانترنت في منطقة أو دولة معينة, فيمكنك البيع والترويج لخدماتك من بلدك للعالم باسره
- البيع علي مدار الساعة. فليس هناك وقت محدد لميعاد التسويق عبر الانترنت, يمكنك الوصول لعملائك وقتما شئت وكيفما شئت
- البيع بأعلي ربح وأقل تكلفة. فتكلفة المتجر الالكتروني أو إنشاء صفحة علي مواقع التواصل الاجتماعي وإنشاء الإعلانات الممولة لها قد تكلفك اقل من نصف تكلفة المتجر التقليدي.
- بيع المنتج الملائم للمشتري الملائم. وذلك عن طريق الاعلانات الممولة والتي تتيح لك تحديد خصائص وسلوك جمهورك المستهدف لتصله الخدمة التي يبحث عنها.
- البيع وما بعد البيع. فسهولة التواصل بين المشتري والبائع تيسر خدمات ما بعد البيع وتنشئ علاقة لا بأس بها بينهما.
ولعل خير مثال علي تحقيق النجاح عبر الانترنت وتمثيل تلك الأهمية في شركات ضخمة مثل Amazon و eBay و Jumia وغيرها...
رابعاً: أهمية التسويق عبر الانترنت (Online Marketing) في ظل جائحة كورونا:
انخفضت معدلات التجارة التقليدية علي أرض الواقع بل ومنعت تماماً في ذروة الجائحة مما أثر سلباً علي قطاعات الأعمال والخدمات والتجارة بشكل عام.
ولتقليل الخسائر وفي محاولة للتأقلم مع الوضع تم اللجوء إلي البديل الأكثر أمناً لتسهيل عمليات البيع والشراء وتوصيل الخدمات وتشغيل العاطلين المتأثرين بالازمة حتي أصبح البديل هو صاحب الأولوية القصوي والمنقذ الأول والأخير للأعمال والخدمات بشتي أشكالها وأنواعها... إنه بالطبع الانترنت.
فوسائل التواصل الاجتاعي ومواقع البيع والمتاجر الالكترونية توجت علي عرش التسويق بلا منازع.
وما انتعشت تلك الوسائل التكنولوجية إلا لأهميتها البالغة في توفير كافة مطالب المستهلكين في أسرع وقت وبأقصي درجات الأمن والسلامة. فلا تزاحم, ولا تعطيل, ولا احتكاك, ولا مجال لتفشي أي مرض هنا!
فالبائع في مكانه والمشتري في بيته ولا يفصل بينهما سوي هاتف ذكي أو جهاز لوحي أو حتي حاسوب ما! وهكذا تتم عرض السلعة المناسبة للمشتري المناسب من بائع محدد, ويتم الدفع إلكترونياً أو عند الاستلام وتتم عميلة الشراء بمنتهي السهولة والسرعة والأمان.
فتمثلت أهمية التسويق عبر الانترنت السابق ذكرها مع زيادة العوامل الثلاثة الآتية:
- الأمان
- السهولة
- البقاء في المنزل
والتي كانت الحد الفاصل والملزم في ظل الفيروس المستجد, مما جعل التسويق عبر الانترنت الخيار الأمثل للمشتري قبل البائع خاصة في الاحتياجات الأساسية والسلع الاستهلاكية, فارتفع معدل الطلب واللجوء إليه.
وقد شهدت شركات البيع الإلكتروني والمتاجر الإلكترونية والمواقع التجارية زيادة منقطعة النظير في عدد الزوار والمستهلكين وارتفاع معدلات الشراء مما يؤكد علي أهمية التسويق عبر الانترنت خاصة في ظل هذه الظروف.
وكل تلك الدلالات تشير إلي ضرورة توجه أصحاب الأعمال والخدمات والأنشطة المختلفة إلي التسويق عبر الانترنت والاهتمام بالتعاملات الإلكترونية حتي تتنشط الأعمال بوسائل الأمن العائدة علي اصحاب الأعمال والمستهلكين علي حد سواء.
خامساً: تأقلم التسويق الطبي مع جائحة كورونا:
لعل أحد أكثر القطاعات تاثراً بفيروس كورونا المستجد هو القطاع الطبي بلا شك. والذي شهد تغيرات جذرية في أساليبه التسويقية والتوعوية والاستشارية في الفترة الأخيرة... فعلي سبيل المثال:
- استغلال المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي ومختلف التطبيقات لنشر مستجدات الفيروس وإرسال إشعارات محدثة عن كل طارئ وجديد
- كما حدث أن أصبحت تلك المواقع والوسائل الإلكترونية طريقة مختصرة لتقديم الاستشارات والنصائح الطبية لكيفية التعامل مع فيروس كورونا المستجد
- تبعاً للقرارات الحكومية بحظر التجوال في الفترة السابقة فقد بقي المرضي الفعليين والمحتملين في منازلهم لفترات طويلة فاستعانوا بوسائل التواصل الاجتماعي للوصول إلي الصفحات الطبية الموثوقة لمعرفة كيفية التعامل مع التداعيات القائمة ومعرفة أساليب الوقاية الصحيحة
- وعلي صعيد العيادات الخاصة والمراكز الطبية تم استحداث وسائل جديدة إلكترونية لتسهيل التواصل مع المرضي كما حدث أن بعض الأطباء قاموا بالكشف علي مرضاهم عن بعد في الحالات القابلة لذلك ومتابعة الحالات عن طريق التليفون أو مكالمات الفيديو وتسمي تلك الوسيلة بالـ Online medicine.
فبالنسبة للقطاع الطبي لم يكن الاهتمام بالتواجد علي وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة بهذه الضرورة مثل الوقت الحالي. فيجب الوصول للجماهير وإقناعهم بالامتثال لوسائل الوقاية اللازمة وكيفية التعامل مع المرض والمصابين والإلتزام بإجراءات العزل والحجر الصحي, والتحذير من خطورة الفيروس والتقليل من حدة الوضع. كما يجب التوعية الصحيحة بالوضع والإخبار بأنه وضع مؤقت يجب التعايش معه واستغلال الفرص بحسن شغل وقت الفراغ أثناء البقاء في المنزل و و و.... كل ذلك لم يكن من الممكن إتمامه إلا من خلال الوسائل الالكترونية.
سادساً: تأقلم قطاع التعليم مع جائحة كورونا والتعايش مع الأمر الواقع:
لم يسلم القطاع التعليمي من موجة الكورونا القاتلة بل كان أشد المتأثرين بها وواجه تهديدات قوية وتحديات خطيرة أدت إلي إغلاق جميع الدور التعليمية من الرياض إلي الجامعات والأكاديميات.
فكيف تعامل القطاع التعليمي مع هذه الأزمة وكيف تم نقل الطلاب إلي السنوات التالية دون اللجوء إلي النزول للمدارس والجامعات وتعريض الطلاب والطالبات للخطر والوباء؟
بالطبع إنه الــ Online! فتطوير أساليب التعليم عن بعد الحجرات التعليمية الإلكترونية بشرح المناهج إلي الطلاب عن بعد كان له عظيم الأثر في استمرارية حركة التعليم بأمان وسلامة.
فبخلاف أن المناهج يتم شرحها للطلاب إلكترونياً دون التعرض للتزاحم والاحتكاك بمسببات المرض... أبدي الطلاب آراءاَ صادمة قد تغير مجري التعليم للابد!
فقالوا أن التعليم عن بعد ساهم في سهولة فهم المناهج والتواصل مع المعلمين والأساتذة نظراً لانعدام التكدس الذي يواجهونه في الفصول المدرسية ومدرجات الجامعات.
وتخفيف مشقة الذهاب للمدرسة أو الجامعة حتي في الظروف العادية... خاصة للطلاب الجامعيين المغتربين.
ونظام الأبحاث الجامعية لفرق النقل ساهم في زيادة وعي الطلاب بأهمية البحث العلمي والاعتماد علي الذات وسهل عليهم الكثير في إبداء ارائهم واستفساراتهم للأساتذة الجامعيين.
فقد كان الفيروس مصدر تهديد خطير بلا شك ولكنه لفت أنظار العالم وخاصة الدول النامية إلي أهمية الأخذ بالوسائل الإلكترونية وأهمية التعليم عن بعد, والالتحاق بموكب الانتقال إلي المستقبل ومواكبة التقدم التكنولوجي.
وفي الختام:
نأمل أن بكون قد اتضح لك عزيزنا القارئ مدي أهمية التسويق عبر الانترنت بشكل عام ومدي أهميته في ظل أزمة فيروس كورونا المستجد COVID-19 وكيف أنه الأسرع والأئمن والأقل تكلفة وأكثر ربحاً بالطبع.
وأنه ليس حكراً علي نشاط معين أو تجارة معينة, أو حتي قطاع الأعمال وحده فها هو القطاع الطبي والتعليمي يضربان لك خير مثال علي مدي قوة التكنولوجيا الحديثة وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية وقدرتها علي تخطي الأزمات وتحويل الموقف من سلبي إلي إيجابي وتغير موازين القوة حتي رجحت كفة التسويق الإلكتروني علي الكفة التقليدية بشكل ملحوظ وفي وقت غير محسوس تقريباً!